عبدالله التمامي هو فنان تشكيلي سعودي بارز، يُعدّ من الأصوات الفنية المعاصرة التي تربط بين التراث السعودي والتأملات الفلسفية في الحياة الإنسانية. يتميز أسلوبه بالاعتماد على قصص وحكايات واقعية تربط الماضي بالحاضر، مستخدماً رموزاً مثل المساكن والنوافذ للتعبير عن “ضجيج” الحياة اليومية والمشاعر الداخلية. خلال مسيرته الطويلة، التي امتدت لأكثر من 30 عاماً، لم يقم بإقامة معرض شخصي خاص به، مفضلاً التركيز على إنتاج أعمال فنية عميقة المعنى بدلاً من التسويق التجاري، مع بيع حوالي 150 لوحة فقط، أغلىّها بلغ 27 ألف ريال سعودي (حوالي 7200 دولار أمريكي). الخلفية الشخصية والتعليم ولد عبدالله التمامي في المملكة العربية السعودية، ونشأ في مجتمع محافظ حيث كانت التفاعلات الاجتماعية بين الجنسين محدودة قبل زواجه. هو متزوج ولديه ابنة، ويصف تجربة الزواج بأنها غيّرت نظرته إلى المرأة، معتبراً إياها “مخلوقاً مختلفاً” يسيطر عليه المحبة كالجمرة المتقدة. لا توجد معلومات مفصلة متاحة عن تعليمه الرسمي، لكنه يُظهر تأثيراً ذاتياً قوياً من خلال استلهامه للعبقرية التاريخية مثل ليوناردو دا فينشي، خاصة في لوحة “الموناليزا” كرمز للأنوثة والواقعية. يصف نفسه بأنه “صياد سمك” في عالم الفن، يبحث عن مشاعر الناس بعمق كالقاص الذي يروي الحكايات. يعاني من أرق إبداعي، حيث لا ينام إذا كانت قصة “مستيقظة” في ذهنه، وينتقد الساحة الفنية السعودية لدعمها “غير الموهوبين” دون معايير واضحة. يطمح إلى بناء صالات عرض ومتاحف لتعزيز الفن التشكيلي، مع التركيز على التسويق دون استنزاف المبدعين مادياً. المسيرة الفنية والإنجازات الرئيسية بدأ التمامي مسيرته الفنية منذ أكثر من ثلاثة عقود، مركزاً على اللوحات الزيتية والأعمال المعاصرة التي تجمع بين اللون والحركة، رافضاً “الصمت” في اللوحة. بِعَ حوالي 150 عملاً فنياً، مع بقاء العديد في حوزته الشخصية، مما يعكس تفضيله للإبداع على التجارة. في عام 2020، أصدر مجموعته الأخيرة بعنوان “ضجيج المساكن”، التي تضم 12 لوحة وتمثل نقطة تحول في مسيرته، حيث خطّت مستقبله الفني برؤى فلسفية عن تطور الحياة الإنسانية. اعتبرت ابنته هذه المجموعة “غير قابلة للبيع”، بينما شجعه صديقه عدنان الأحمد على نشرها، مما جعله “أسيراً” لأفكاره. من أبرز إنجازاته: • بيع لوحة “المرأة في الحب تتحول إلى جمرة متقدة” قبل عشر سنوات بـ6000 ريال سعودي (1600 دولار)، وهي تعبر عن نار المشاعر الأنثوية. • يستعد لأعمال جديدة بعناوين مثل: “سباق الهجن”، “سباق الخيل”، “ضجيج الطبيعة”، وتوسيع “ضجيج المساكن”. • يُلهم عشاق الفن من خلال تفاعله مع الجمهور، حيث تُثير أعماله نقاشات عميقة حول الهموم الإنسانية والتراث السعودي. الأسلوب الفني والتأثيرات يتميز أسلوب التمامي بالنصوص المرسومة التي تقرأ بمجرد النظر، مع التركيز على النوافذ كوسيلة للحكايات “الأصدق” من الأبواب. يفضل اللون الزاهي والحركة الديناميكية، مستلهماً الرقص الشعبي السعودي في تصوير المرأة، مع خصوصياتها في المناسبات الاجتماعية. يرى في الأذان توقيتاً روحانياً يعطي “ذبذبات” للأذن وتناغماً للقلب، مستخدماً إياه كعنصر رمزي في أعماله. من تأثيراته الرئيسية: • ليوناردو دا فينشي: لدوره في جعل “الموناليزا” أول لوحة واقعية ترمز للأنوثة. • القصص التاريخية: مثل قيس وليلى، لوصف عشق الرجال وتأثيره على المشاعر. • التراث السعودي: الرقص الشعبي، بيوت مكة الهادئة رغم ضجيج المدينة، والكعبة كرمز لوحدة العالم. أبرز الأعمال • لوحة الأذان: الأكثر تأثيراً، تُظهر البيوت تتمايل مع المشاعر المقدسة، معبرة عن تأثير الصوت على الحياة كدليل على عدم عبثية الخلق. • المساكن الغارقة تحت الماء: تختلف تفسيرها حسب الوقت، مع سكان غارقين في أنشطتهم اليومية، رمزاً للهدوء وسط الضجيج. • رقصة نسائية: تصور مجموعات من النساء في الرقص الشعبي، مع حركات مميزة تعكس الثقافة السعودية. • فلسفة لوحات الكعبة: تجسد الكعبة كأقدم بيت في العالم، تجمع الأطياف لطرح الهموم، مع اختلاف الزوايا. • هموم العقل أمتعة تكسر الظهر: رجل وامرأة يحملان متاعاً في الصحراء، رمزاً للوجع والحب الصادق، مع الفراق كقدر. يُعدّ عبدالله التمامي صوتاً فريداً في الفن التشكيلي السعودي، يجمع بين الواقعية والفلسفة ليروي قصصاً إنسانية عميقة، محافظاً على خصوصيته الفنية رغم التحديات.